الذي يَطلعُ بَغتة، مِن سَهْو الذاكِرة
كسيرَ المُحيّـَـــا
على هيْأة النَّكـــرةْ
كما لو فاتهُ قطارُ النِّسيانْ
على سَكةٍ فارغة
بحَقائب أحْلام ٍ باهتة
وقبَّعة مِن ريش الهَوانْ.
وتذكِرة مِن سُوقٍ سَوداءْ
تعْصُرها أصابعُه النَّافرة..
وتلعنُ شُـبَّاكاً ، أغْلَقوهُ
في وجْهِ أسْفارهِ
قبل تمامِ العاشِرةْ ...
يَمدُّ أصابعَه لأوراق السِّيرة البائرة
ويَرسُم دائرة
في جهة من جُرح البيَاض الذي..
يَنزفُ صمتُه المسْلولْ .
قد لا أسْتثنيه مِن حُزن عابر سَماءَ قلبي
ذات ليلٍ يَفترسُ البَلاغةَ السادِرة
في غـَيِّ الكلام ِ
يقطٍّرُ لعابَهُ الأسودْ
في عُري الصُّورة الخاسرة.
يَسوقُ غيْماتِه إلى بَساتين رُوح جَرْداء
ويُبقي بَرْقَ الحَسراتْ...
على وَرقٍ يَمْتصُّ دمَ السِّيرةْ .
ولا يخْجلُ مِن آصِرةْ
قد تكونُ لنا ..
في سالِفِ العَثراتْ .
ربَّما لم يَكنْ يتوقـَّع فَصْلا جَديرا بإفرادِ الخطوات
فيما تبقَّى مِن تَعبِ العُمر...
كيْ يَخوضَ في بركِ الأحْوالِ الماكرة .
ربَّــما ..
شدَّهُ دخانُ أوْجاعٍ ، يتمَطّى'، قريبا
مِن شُرفة أوْهامِه الغابرة .
شبيهٍ...
بنار الأحْياء الخَفيضةِ
إذ لا يُسْعفها قَشُّ الأماني المَهيضةِ
وفائضُ الأرْمِدةْ
على بؤسِ الأثافي الغـَليظــة
في ليلٍ ذي َمتربـةْ .
ربَّـما..
يأخذ عُودا ، يابسا، مِن هَشيمِ الأزمِنة
يُخرجهُ مِن مِزوَدةِ الحَنينْ
يُدنيهِ مِن لهَبٍ ، تفضَحهُ ألسِنـةْ
تلفحُ عُريَ الركبتينْ
وتـُفـْشي شَرَرًا يَلسعُ غيْبَ الجَبينْ ..
ذات عَشاءٍ، ضامرٍ
لم يَنْضجْ في أعْين الصِّبية الصاغِرة.
الذي يَطلعُ الآن مِن سهْو الذاكِرة
ربَّما كنتُ أنا..
تـَفرَّقتْ بي سُبلُ اليَقينِ
على بابِ الخاصِرة .
ألـْحَقُ بي..
في تمامِ السَّاعة الشاغـِرةْ.